قالت المعلمة لتلميذها: أنجز التمارين.
قال التلميذ: أنا لا أنجز التمارين وليس لدي كتاب.
فقالت المعلمة لوالد التلميذ: اشتر الكتاب لولدك.
فقال الوالد: القدرة الشرائية لا تسمح والتعليم فاسد والأفق مسدود.
فقالت المعلمة للمدير: أطلب المساعدة من جمعية الآباء.
فقال المدير: جمعية الآباء قدمت استقالة جماعية في الأسبوع الماضي.
فقالت المعلمة للنائب الإقليمي: اضغط على المدير. فقال النائب الإقليمي: هذا مشكل داخلي.
فقالت المعلمة لمفتش المادة: قم بزيارة المؤسسة لحل المشكل:
فقال المفتش: نحن في إضراب منذ سنين والوزارة استغنت عن خدماتنا.
فقالت المعلمة لمدير الأكاديمية: تكلم مع النائب الإقليمي في الموضوع:
فقال مدير الأكاديمية: أنت تتسببين في الهدر المدرسي وتخالفين المذكرة 154.
فقالت المعلمة لوزير التربية الوطنية: كيف يتم تعيين مدراء الأكاديميات؟ أنا أحتج على غياب الحكامة.
فقال الوزير: هذا ليس شأنك، هذه سياسة الحكومة الموقرة.
فقالت المعلمة للحكومة الموقرة: أريد أن أفهم ما يحدث.
فقالت الحكومة الموقرة: سأشكل لجنة لتقصي الحقائق، وربما نمدد المخطط الاستعجالي لثلاث سنوات أخرى بعد أن نتلقى الأوامر من أصدقائنا بالخارج.
فقالت المعلمة للمعارضة: لماذا لم تطيحي بالحكومة؟
فقالت المعارضة: الدولة أضعفت الأحزاب و زورت الانتخابات.
فقالت المعلمة للنقابات: لماذا لم تتوصلوا إلى حل مع الحكومة؟
فقالت النقابات: لم نتفق على منهجية الحوار.
فقالت المعلمة للصحافة: أكتبي مقالا في الموضوع.
فقالت الصحافة: كتبنا آلاف المقالات وبحت أصوات ولكن الحكومة لا تقرأ إلا الجرائد الموالية.
فقالت المعلمة للشعب: ما رأيك في الانتفاضة على هذه الأوضاع.
فقال الشعب: والله فكرة جيدة، لقد سئمنا هذه المسرحية، فحكومتنا لا تفهم إلا لغة الثورة. ثم بدأ الشعب يفكر في حرق نفسه ! فسمعت الحكومة الموقرة قرار الشعب، فارتعدت فرائسها، وخافت مما يحدث عند الجيران، وأعلنت توبتها أمام الملأ وأمرت وزير التربية الوطنية بزيارة الأكاديمية حالا والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع جميع المعلمين والمعلمات.
و قال مدير الأكاديمية: وأنا أحل جميع الملفات العالقة لإرضاء المعلمين والمعلمات.
وقال النائب الإقليمي: و أنا سأقوم بتوفير الكتب المدرسية في جميع الخزانات و أتصل بالمعلمة مباشرة.
وقالت النقابات: ونحن سنطرد من صفوفنا كل العناصر الوصولية وننفض الغبار عن مقراتنا و نعبئ المعلمين والمعلمات للانخراط في مشروع الإصلاح.
وقال أب التلميذ: وأنا سأشتري الكتاب لولدي وأشجعه على الدراسة.
و قال التلميذ: وأنا سأنجز جميع التمارين، ثم فتح الكتاب و هو يبتسم في وجه المعلمة...فكتبت المعلمة عنوان الدرس الجديد: المسؤولية.
- محمد السباعي 30/01/2011-oujdacity
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق