مايسة الناجي : التقت النقابات وجها لوجه مع الحكومة في برنامج "مباشرة معكم" ليومه الأربعاء 29 أكتوبر، في حلقة عن الإضراب الوطني العام، ومثل الحكومة الناطق الرسمي السيد "مصطفى الخلفي"، بينما مثلت نقابة الاتحاد المغربي للشغل عضو مكتبها التنفيذي السيدة "أمال العامري": برلمانية سابقة من حزب "التقدم والاشتراكية"!!!!
أن يتم تمثيل أكبر نقابة مغربية على قناة مغربية عمومية بنائبة برلمانية سابقة عن حزب "التقدم والاشتراكية"، ليس إلا رسالة مباشرة للمواطنين مفادها أن النضال النقابي مسيس إلى النخاع، وأنه مجند لخدمة أحزاب المعارضة المتآكلة التي مرت على حكومات مضت ـ من يساريين إلى تكنوقراط إلى استقلاليين ـ نهبوا أمول البلد وضيعوا أجنداتها وأفلسوا صناديقها، ثم بعد أن فقد فيهم الشعب الثقة وخسروا الانتخابات أو خسروا رئاسة الحكومة تكتلوا في المعارضة والنقابات لارتداء "ماسك" خدمة مصالح الشعب، مرة بصفة أيديولوجية يرفعون شعارات المساواة بين الرجال والنساء في الإرث والنفقة وما ليس في الحسبان، شعارات باسم الشعب لم يوكلهم لحملها ولا فرد من الشعب، ومرة بصفة اجتماعية رافعين شعارات محو الطبقية، وهم أصل الطبقية ورأسها، المنعمين بالريع السائد في البلاد على ظهر العباد!
وأن تكون السيدة "العامري" التي تستفيد من تقاعدها كبرلمانية سابقة، أي من الريع الذي يخول لها تقاعدا طيلة الحياة عن فترة استفادتها من خمس سنوات من الحصانة والراتب الضخم والامتيازات، هي نفسها النقابية التي تزبد وترغد ضد طريقة الحكومة في إصلاح نظام التقاعد، رافعة شعارات ضد الريع والزيادات مطالبة بإنصاف الطبقة المسحوقة والشغيلة، لهو من علامات الساعة الكبرى. فلو أنها تكترث لحقوق الشغيلة لكانت أول ما طالبت به هو تخلي البرلمانيين عن تقاعدهم، بل وعن رواتبهم، إن كانوا ينوبون عن الشعب في البرلمان لتأدية خدمة وطنية، فليكن أداؤهم بالمجان مشكورين على حبهم للوطن!!!! لكن معا من؟!! مع النقابات المحزبة؟؟؟
أن تقول السيدة "العامري" إن السبب الأساسي للإضراب العام الذي أعدوا له من العدة الإعلامية والحشد ما استطاعوا، متمنين أن يشلوا عمل كل القطاعات ويوقفوا كل الخدمات ليعبروا عن قوتهم النضالية، أن سببه الرئيسي هو عدم تجاوب الحكومة مع مطالب النقابات، ثم بعد مرور دقائق من البرنامج والسيد "الخلفي" يتحدث عن زيادة الحكومة للحد الأدنى للأجور، تقفز السيدة من مقعدها لتذكر أن هذا الإنجاز الحكومي لم يكن إلا مطلبا نقابيا، يعني أن الحكومة استجابت لمطلبهم.. يعني أن الحكومة تتفاعل وتنفذ مطالب النقابات.. لهو الجنون بعينه!! نسّي الكذاب وسولو!!! يعني أن الإضراب لم يكن إلا مزايدة سياسية لا علاقة لها بمطالب الشعب!!
حين ينظر المواطن إلى حال أمناء ورؤساء تلك النقابات وهم يتنقلون بسياراتهم آخر موديل بأموال الشعارات.. بين ڤللهم الشاسعة ومكاتبهم الواسعة بفلوس النضال.. ببطونهم المنتفخة برأسمال النقابات.. وأسنانهم المركبة بملايين الهتافات.. كيف يقتاتون من ضعف وهزالة وفقر وهشاشة الطبقات العاملة الشغيلة الكادحة المسحوقة، لكي يسيسوها ويسوسوها ويحزبوها ويحزموها حتى يصلوا بأحزابهم إلى كراسي البرلمان وحقائب الوزارة، لابد أن ينتفض بدنك ويشمئز قلبك وتتمتعض معدتك وترتعد أطرافك لهذا الاستغلال الحقير لمطالب الشعب..
من يا ترى تمتل تلك النقابات؟ الجواب في بطون رؤسائها المنفوخة أمام هزالة وهشاشة عظام الشغيلة. انتهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق