أكد السيد رشيد بن المختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، على الدور المحوري لمهارات القراءة عند المتعلمين، وقال خلال اجتماع له مع السيد ماتيو ليسنهوب، القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية بالرباط، والسيدة دانا منصوري، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالمغرب، بحضور السيد عبد العظيم الكروج، الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، والذي خصص لدراسة سبل تعزيز التعاون بين الطرفين في مجال التربية والتكوين المهني وخاصة في الشق المتعلق بمشروع "تنمية مهارات القراءة عند المتعلمين"، قال: "إن جودة التعلمات رهينة بمستوى قدرة المتعلمين على التحكم في القراءة".......
وأضاف أن المشروع، الذي تعتزم الوزارة إنجازه بتعاون مع الوكالة الأمريكية، يجب أن يندرج ضمن رؤية شمولية للإصلاح المنشود مع الحرص على اعتماد منهجيات ومقاربات تأخذ بعين الاعتبار قدرات المتعلمين، ذكورا وإناثا، على استيعاب هذه المقاربات والتجاوب معها من جهة، ومن جهة أخرى، تراعي قدرات المدرسين على اعتمادها والتكيف معها وتطبيق آلياتها البيداغوجية.
وأشار السيد الوزير، في ذات السياق، إلى ضرورة استحضار دور المجتمع المدني، بكل حساسياته، في تفعيل هذه المقاربات الجديدة والإسهام في تبنيها، موضحا أن إدماج هذه المقاربة الجديدة في المنظومة التربوية يجب أن ينطلق من السلك الابتدائي لتعمم تدريجيا على السلكين الإعدادي والثانوي.
وحول موضوع التكوين الأساسي للمدرسين شدد السيد بن المختار على حرص الوزارة على توفير ظروف التكوين الجيد لهاته الفئة حتى تتمكن من تنمية قدراتها المهنية، لكن، يقول السيد الوزير، إذا كان توفير ظروف التكوين الجيد للمدرسين قصد تنمية قدراتهم يعتبر من أولويات الوزارة، فإن مصلحة التلميذ تبقى من أولى الأولويات وتأتي في صلب اهتمامات الوزارة.
وبخصوص التكوين المهني أكد السيد الوزير على ضرورة إيجاد مسالك وجسور بين التعليم المدرسي والتكوين المهني، مشيرا أن هناك حاليا نقص في المعلومات المتوفرة حول قطاع التكوين المهني خاصة أن هناك حرفا غير معروفة يجب التعريف بها والتشجيع على مزاولتها.
من جهته نوه السيد عبد العظيم الكروج بمستوى التعاون القائم بين الوزارة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والذي تؤكده جودة المشاريع المنجزة بين الطرفين. كما كشف، في معرض حديثه عن أهمية التكوين المهني وملاءمته مع سوق الشغل، عن بعض الخطوط العريضة للاستراتيجية الوطنية الجديدة للتكوين المهني والمتمثلة في اعتماد مقاربة شمولية ومندمجة تتوخى الجودة في التكوينات وملاءمتها مع سوق الشغل، علاوة على مواكبة قطاع التكوين المهني للاستراتيجيات القطاعية في هذا المجال.
وأوضح بنفس المناسبة أن المغرب يعتبر من بين البلدان الرائدة في مجال التكوين حيث أنه راكم عدة تجارب وخبرات يحتدى بها في العديد من الدول.
ولكي يتمكن قطاع التكوين المهني من لعب الدور المنوط به على أحسن وجه، قال السيد الوزير يجب اغتنام فرصة إدماج التكوين المهني مع وزارة التربية الوطنية لجعله اختيارا إراديا للمتعلمين وليس مجرد منفذ اضطراري للمتعثرين، وأشار في هذا الصدد إلى أن الاستراتيجية الحالية ستفتح المجال للشباب لمتابعة دراساته العليا.
من جانبه عبر السيد ماتيو ليسنهوب عن ارتياحه للتعاون القائم بين المغرب والولايات المتحدة، مذكرا باستراتيجية الوكالة الأمريكية الممتدة على مدى خمس سنوات المقبلة والتي ترتكز على ثلاث محاور هي تنمية تشغيل الشباب، وتشجيع مشاركة المواطنين في الحكامة، وتحسين جودة التعلمات بالابتدائي.
للإشارة فإن هذا المشروع يهدف إلى تنمية قدرات التلاميذ على القراءة وذلك عبر خلق عدة آليات ومنهجيات وأدوات ديداكتيكية منها ما هو خاص بالمدرسين ومنها ما يستهدف التلاميذ، كما يتوخى المشروع تحفيز الأساتذة وتكوينهم على ابتكار مقاربات بيداغوجية من شأنها خلق فضاء تعليمي مرن يستجيب للمتطلبات الفردية للتلاميذ.
حضر هذا اللقاء عن الجانب الأمريكي السيد ماتيو بيرتون، مدير مكتب التنمية الاقتصادية، والسيدة نادية عمراني عن مكتب التنمية الاقتصادية، والسيدة مريم بريطل عن مكتب التربية.
فيما حضره عن الوزارة السيد يوسف بلقاسمي الكاتب العام للوزارة، والسيد فؤاد شفيقي، مدير المناهج، والسيد محمد بن عبد القادر، مدير التعاون والارتقاء بالتعليم الخصوصي، والسيد مولاي يوسف الأزهري، مدير المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب، والسيد احساين أوجور مدير التربية غير النظامية، والسيدة فاطمة وهمي، المديرة المكلفة بتدبير مجال التواصل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق