المنتدى العالمي FET FORUM

2015-03-09

نحو مدرسة القيم

الراشيدية 24 - حمد البوبكري كاتب صحفي
يقوم المدرس بأدوار مختلفة ومتنوعة، تتجلى من خلال ممارسته للدور التربوي القيمي والمهاري أولا، ثم الدور المعرفي ثانيا، وكل هذه الأدوار تتحدد قيمتها بحسب درجة وظيفيتها من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، كما حدد ذلك الميثاق الوطني للتربية والتكوين، و بالتعمق أكثر في الدور المعرفي، نجد المدرس يقوم بعمليتين هما:
نقل المعرفة العالمة إلى أن تصبع معرفة تعليمية( أي قابلة للتعليم)، ثم نقل هذه الأخيرة إلى أن تصبح معرفة تعلمية يستطيع المتعلم إسقاط مناهج التعلم التي اكتسبها أو كانت فطرية لديه عليها، و إعمالها من أجل تملكها، و هو ما تتحدث عنه أحدث التوجهات البيداغوجية، خاصة عندما نتحدث عن تمليك الوضعية المشكلة.

إن الوضعية المشكلة، ما هي في الحقيقة إلا نقل للواقع وتشريحه في مختبر الفصل، من خلال استدعاء مجموعة من المعطيات الواقعية، واستثمارها من أجل اختبار قدرة المتعلم على استدعاء كفايات متنوعة تخدم الوضعية التي يواجهها باعتباره المعني بها أولا. ثم إن الوصول بالمتعلم إلى هذه الدرجة ليس بالأمر الهين، فكما يسمع القصص الواقعية و الخيالية على حد سواء_خاصة أن الواقع  في أيامنا هذه أصبح أغرب من الخيال_ فهو يسمع تلك الوضعية و كأنها أحجية تقدمها له جدته البالغة من العمر الثمانين، وهذا ما يجب تجنبه من خلال إضفاء صبغة الواقعية عليها، من أجل تجاوز حاجز التناقض و عائق الانفصال عن الواقع الاجتماعي للمتعلم، حيث إن المتعلم إن علم أن ما يتعلمه ذو جدوى تطبيقيا، فلن يضيع المدرس الوقت في لفت انتباه المتعلم وجذبه للدرس سواء بالتنبيه أو التهديد.


إن الممارسة الصفية الحقيقية تستلزم وعيا حقيقيا بالمهام الملقاة على عاتق المدرس الذي عليه إشراك المتعلم ليس في بناء الدرس بل في إنجاح الدرس، و إتمام الوحدة، و ختم المقرر في إطار من النسقية بين الدروس والوحدات_ كما يلح على ذلك الدكتور سعيد حليم_، بما يخدم الجانب المهاري و القيمي أولا قبل الجانب المعرفي…فالمعرفة ضرورية و القيم و المهارات أهم منها، فكفى من الشحن المعرفي و لننطلق نحو بناء صرح القيم التي ستصاحب المتعلم خلال حياته كلها، وهو الأمر الذي ينشده المنهاج الدراسي الذي هو إنتاج المواطن الصالح! !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق