المنتدى العالمي FET FORUM

2014-12-11

وجهة نظر : أخَافُ عليك يا وطن


الأستاذة نادية الزقان : بِالتّمعن في المُجتمع والأحوال،وبعد مُراقبة مُتَمَحِّصَّة للأجيال ـ وهذا البحث فرضه عَليَّ ٱشتغال في المجال،ٱستخلصتُ نتائج مُخيبة للآمال،وحصلتُ على ما لم يخطُر لي يوما على بال،أولاد يحلقون رؤوسهم بما ليس له مِثال،ولا أدري لماذا يخفضون من سراويلهم لإظهار الثُّبان،يتكلمون بعضا من الفرنسية الإنجليزية العربية الإسبانية الأمازيغية ولا واحدة إتقان،وفتيات خرجن لبيع أجسادهن بأبخس الأثمان،ليحملن لنا بالتالي أطفالا بلا أصل أو عنوان،يزيدون في عدد المشردين عند السير والجَوَلاَن...
قِيَمٌ ٱضْمَحَلّتْ،أخلاقٌ تلاشَتْ،تقاليدٌ عَرْضَ الحائطِ ضُرِبَتْ،وهُوية عربية إسلامية مغربية طُمِسَتْ،أُمورٌ صُدفة أو عَن قَصدٍ وَقَعتْ،؟بَرامج ومناهِجُ مدرسية مِن الغرب ٱسْتُوردتْ،لتربية الناشئَة منها هربتْ،ومَنْ تابع دراستَه نَلمَسُ أن مُستوياتِهم تراجَعتْ ـ عفوا ـ فقط عند الفُقراء لأن التعليم عندنا أصبح بالطبقات،...عند التجول في شوارع الدار البيضاء،نُفاجَأُ أنه لم يَبقَ لها من البياضِ إلا لمعان السيوف،يُقالُ أنها صُنعت للترحيب بالضيوف،الذين إذا لم يُقدِّموا للمدمنين ما يُشْبِعُ الأُنوف،تَوعَّدوهم مُسبَقا ـ عبرَ النِّتِّ ـ برسم خرائط على أجسادهم بلا حُروف،...والحقيقة أنَّ كل المدن عرفت ٱنتشارا للمُخدّرات،مُؤشِّر الإنتحار في زيادات،صُندوق المقاصة في تراجُعات،موازين يُحْتفى به أكيد لأنه أهم المهرجانات،الإصلاح مستحيل أمام المُعيقات،...والجديد هو الأمن الذي عرف كل الانفلات،لِيُصبحَ التْشَرْميلْ عُنوانا بارزا لأغلب المَقالات،حتى عُدنا نَخاف مما هو آت،على وطن كان بالأمس مرفوعا بسواعد الشُّبان والشابات،بقِيت أسماؤهم تُحْدث في الآذان نَقْرا ورنّات،ٱبن بطوطة من المغرب ٱنطلق لِيُدوّن لنا الرحلات،السيدة الحُرة والشاعر علال الفاسي كانا من الحُمَاة،كنزة الأوربية يعقوب المنصور ويوسف بن تاشفين حَكم أَغْمات،سعيد عويطة نوال المتوكل...وهشام الكروج حَصدوا الميداليات،وأسماء أخرى في الشعر والآداب وفي علوم الحياة،وبِالتِّعداد لن نستطييع حصرهم لكننا سنندم على ما فات،ونزيدُ خوفا على وطنٍ سَيَرِثُهُ شباب أصابهم الشَّتات،منهم الإنات اللواتي أصبحن من دون إذن في الشوارع أمَّهات،أُطْلِق عليهن ٱسم الأمهات العازبات،قال الشاعر:الأمُّ مدرسة إذا أعددتها أعْددت شَعبا طَيّب الأعراقِ،مِن هنا تُطْرحُ عِدة تساؤلات،ولِمَنْ تَأثَّر بالموضوع:أعتذر لكم عن هذه الكلمات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق