عندما
ينخرط عاشق اللغة العربية والمهنة في قضايا الحياة المدرسية:
أول
الغيث دليل..
سعيد الشقروني
باعتبارها نموذجا مصغرا للحياة الاجتماعية، تهتم الحياة
المدرسية بالتنشئة الاجتماعية والتربوية الشاملة لشخصية المتعلم، عبر أنشطة
تفاعلية متنوعة تشرف عليها هيئة للتدريس والإدارة التربوية ويسهم فيها مختلف
الشركاء؛ إنها بهذا المعنى جزء من الحياة العامة المتسمة بالسرعة والتدفق التي
تستدعي تجاوبا وتفاعلا مع متغيراتها الاقتصادية والقيم الاجتماعية والتطورات المعرفية
والتكنولوجية التي عرفها ويعرفها المجتمع....
لعل هذا ما يؤهل المدرسة لتصبح مجالا خاصا بالتنمية
البشرية على جميع الأصعدة. والحياة المدرسية بهذا المعنى تُقْدِرُ الفرد على
التكيف مع التحولات العامة والخاصة والتعامل معها بإيجابية وتعلمه أساليب الحياة الجماعية
وطرق العيش السليم، وتعمق الوظيفة الاجتماعية للتربية باعتبارها مفهوما عاما، الشيء
الذي يعكس الأهمية القصوى لإعداد النشء: أطفال وشباب أمام مدرسة-حياة قائمة على إكسابهم مجموعة من القيم والمبادئ
والمثل العليا داخل فضاءاتها..
في هذا السياق، تأتي هذه التجربة الواعدة والطموحة التي
انخرطت فيها صفوة من الأساتذة المتدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة مكناس
تافيلالت، شعبة اللغة العربية، مسلك الثانـوي التأهـيــلي، هم على التوالي: الأستاذة
حليمة بلخمار والأساتذة
فؤاد الحجاجي ورشيد فرطاس وعبد المجيد بوصبر والمصطفى فرصال أعدوا: "دليل للحياة المدرسية الخاصة
بالثانوية المرجعية" (1) بمكناس تحت إشراف الأستاذ
المتألق سعيد مندريس، في دعوة صادقة وصريحة
للانخراط في المشروع التربوي الخلاق والجماعي والخروج من دائرة القول والكلام، إلى
دائرة الضوء حيث الفعل والانخراط في الحياة المدرسية بمختلف تجلياتها.
ويبدو هذا المنجز الجماعي الطموح واعيا بشروط إعداده
وبمقاصده التربوية، واشتراطاته المنهجية ومرجعياته والمقاربات المعتمدة فيه(2)، عندما رسم لقارئه المنتظر خارطة الأهداف المرجوة من الدليل التي يمكن تلخيصها في العناصر التالية:
- التعريف بالحياة
المدرسية ومكوناتها عامة؛
- التعريف بالحياة
المدرسية الخاصة بالثانوية التأهيلية المرجعية باعتبارها مؤسسة مستقبلة؛
- الاستجابة والتفاعل
مع مصوغات ومجزوءات التكوين خصوصا تلك المتعلقة بالتشريع المدرسي وأخلاقيات المهنة؛
- الاطلاع المباشر
والعيني للأستاذ المتدرب على الحياة المدرسية ومحيطها؛
- تعرف الأستاذ
المتدرب على الحياة المدرسية للمؤسسة التي سيعين فيها لاحقا.
جاء في الدليل: "الحياة المدرسية
حياة اعتيادية يومية للمتعلمين يحيونها أفرادا وجماعات داخل نظام عام متسم
بالتنظيم، ويتجلى جوهر هذه الحياة المعيشة داخل الفضاءات المدرسية في الكيفية التي
يحيون بها تجاربهم المدرسية، وإحساسهم الذاتي بواقع أجوائها النفسية والعاطفية
والسلوكية والمعرفية والثقافية".
"إن المرء ابن ساعته، وكل ينفق
على قدر وسعه واستطاعته"، عملا بهذه المقولة المأثورة، أنفق هؤلاء من وقتهم
وجهدهم ليعدوا دليلا للحياة المدرسية لثانوية أحبوها وتعلقوا بها. وكان اللقاء، وتُرْجِمَ
الحلم: إعداد دليل يدعو كل الفاعلين التربويين إلى مطالعته والتفاعل معه.. مثلما
يدعو إلى التنويه به، وتشجيع مثل هذه الإرادات..
الهوامش:
1- دليل للحياة المدرسية الخاصة بالثانوية المرجعية، إعداد
جماعي. (ذة) حليمة بلخمار
والأساتذة فؤاد الحجاجي ورشيد
فرطاس وعبد المجيد بوصبر والمصطفى فرصال،منشورات مطبعة آنفو-برانت بفاس، 2014
2- نذكر منها: المقاربة
الحقوقية-الإنصاف-النوع-التدبير بالنتائج-المقاربة التعاقدية- الإدماج لتنمية
الكفايات-الإدماج لتنمية الكفايات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق