تعيش الحكومة حاليا مخاضا صعبا من جراء ضغوطات حزب الأحرار- حزب الوصوليين والانتهازيين- لانتزاع أكبر ما يمكن انتزاعه من الحقائب الوزارية , في ظل هذا الظرف الصعب اقتصاديا وسياسيا . ومن جراء ما خلفت لنا الحكومة السابقة وسابقيها من أزمة اقتصادية انعكست على موارد الدولة في شتى القطاعات خاصة نظام التقاعد وصندوق المقاصة والفساد المالي الذي خلفه التدبير السيئ للسيد مزوار من جراء تبذيره للمال العام شرقا وغربا . ومن جراء انسحاب وزراء حزب الاستقلال من الحكومة الحالية رغم أنهم كانوا ضمن الحكومة السابقة, بل كانوا يترأسونها وساهموا في كل ما وصل إليه حال البلاد وسوء أحوال العباد.
لن أدخل في تفاصيل تاريخ حزب الاستقلال الذي خطط للكثير من الخطط لإفساد التعليم منذ الاستقلال ولا زال يخطط . ولعل الكثير يعلم مخططهم في تعريب بعض المواد العلمية وما خلفه هذا القرار من تراجع في المستوى . ومشروعهم إفراغ الجامعات من قيمتها لتشجيع القطاع الخاص الذي يبتز أموال المواطنين مقابل وعود كاذبة, وما خلفه على مستوى تمدرس أبنائنا حيث فقدت الجامعات قيمتها وأصبحت مرتعا لضياع الوقت أو للباحثين عن نقط الامتياز حتى ضاع شبابهم هناك وهم ينتظرون الفرص التي قد تأتي وقد لا تأتي. والقصص والمغامرات لا تنتهي.
السيد محمد الوفا وزير التربية والتعليم الحالي من أبناء حزب الاستقلال القدامى ومن فلذات أكباده ممن يقولون ما لا يفعلون , وممن يتحينون الفرص لصيد الغنيمة. ولعل الباحث الكريم يعلم أن هذا الحزب لا يسلم الغنيمة لأي كان , بل يقسمها حسب درجة الولاء وقيمة البراء. حيث لا يوازن بين ابن فاس وابن مراكش , فبالأحرى ابن وجدة أو غيرها, ولكم في الصراع المعروف بين السيد بوستة من مراكش والسيد عباس الفاسي من فاس لعبرة لمن لا يعتبر.
في ظل هذا الجو ترعرع السيد الوفا ,الذي لم يكن يوما وفيا لحزبه ولا حتى لنفسه. دخل الحكومة بأي ثمن كان متنازلا عن كرامته وشهامته, وخرج من الحزب ليبقى في الحكومة بأي ثمن كان. رجل عجيب وذو تصرف غريب.
أظن أن السيد بنكيران أخطأ عندما تشبث به , ولربما انخدع بتصريحاته المجانية والمجانبة للصواب في الكثير من الأحيان. ولعل السيد الوفا كان ذكيا عندما كان يقحم السيد بنكيران في قراراته ويستشيره في إجراءاته . ليوهمه بأنه رجل العصر ومصلح زمانه. وفعلا عندما تسمع أو تشاهد السيد الوفا يهلل ويغلل ... قد تعتقد أنه لا يجامل أحدا ولا يهاب في قول الحق لومة لائم ,بدليل تخليه حتى عن أصدقاء حزبه في بعض القرارات. إلا أن ما لم يعلمه السيد بنكيران أن السيد الوفا بعيد عن قطاع التعليم وقضاياه بعد السماء عن الأرض. وما اتخذه من قرارات والتي قد تبدو جريئة, إنما من إملاء بعض الوصوليين والمتملقين الذين أغرقوه وتركوا السفينة تسير به نحو الهاوية. فكم مرة قلنا أن السيد الوفا خيرا فعل عندما اتخذ هذا القرار أو ذاك. لكننا سرعان ما نكتشف عدم جديته وقلة تجربته وتسرعه وانفراده وسوقيته وعجرفته .... تؤكد قلة نجاعته وفقدانه لكفاءته.
- أليس من الفضل لو قدم استقالته بفخر واعتزاز ما دام دخل الحكومة عن طريق حزب. وإن كان فعلا يختلف مع حزبه , فكان عليه الاستقالة من منصبه ثم الاستقالة من حزبه؟.
- ما مصيره عندما تشكل الحكومة الجديدة ويجد نفسه خارج التغطية؟
- ما رد فعله من الخطاب الملكي الذي عرى كل خباياه ؟
اللهم لا شماتة.
محمد المقدم - المقال من مصدره
لن أدخل في تفاصيل تاريخ حزب الاستقلال الذي خطط للكثير من الخطط لإفساد التعليم منذ الاستقلال ولا زال يخطط . ولعل الكثير يعلم مخططهم في تعريب بعض المواد العلمية وما خلفه هذا القرار من تراجع في المستوى . ومشروعهم إفراغ الجامعات من قيمتها لتشجيع القطاع الخاص الذي يبتز أموال المواطنين مقابل وعود كاذبة, وما خلفه على مستوى تمدرس أبنائنا حيث فقدت الجامعات قيمتها وأصبحت مرتعا لضياع الوقت أو للباحثين عن نقط الامتياز حتى ضاع شبابهم هناك وهم ينتظرون الفرص التي قد تأتي وقد لا تأتي. والقصص والمغامرات لا تنتهي.
السيد محمد الوفا وزير التربية والتعليم الحالي من أبناء حزب الاستقلال القدامى ومن فلذات أكباده ممن يقولون ما لا يفعلون , وممن يتحينون الفرص لصيد الغنيمة. ولعل الباحث الكريم يعلم أن هذا الحزب لا يسلم الغنيمة لأي كان , بل يقسمها حسب درجة الولاء وقيمة البراء. حيث لا يوازن بين ابن فاس وابن مراكش , فبالأحرى ابن وجدة أو غيرها, ولكم في الصراع المعروف بين السيد بوستة من مراكش والسيد عباس الفاسي من فاس لعبرة لمن لا يعتبر.
في ظل هذا الجو ترعرع السيد الوفا ,الذي لم يكن يوما وفيا لحزبه ولا حتى لنفسه. دخل الحكومة بأي ثمن كان متنازلا عن كرامته وشهامته, وخرج من الحزب ليبقى في الحكومة بأي ثمن كان. رجل عجيب وذو تصرف غريب.
أظن أن السيد بنكيران أخطأ عندما تشبث به , ولربما انخدع بتصريحاته المجانية والمجانبة للصواب في الكثير من الأحيان. ولعل السيد الوفا كان ذكيا عندما كان يقحم السيد بنكيران في قراراته ويستشيره في إجراءاته . ليوهمه بأنه رجل العصر ومصلح زمانه. وفعلا عندما تسمع أو تشاهد السيد الوفا يهلل ويغلل ... قد تعتقد أنه لا يجامل أحدا ولا يهاب في قول الحق لومة لائم ,بدليل تخليه حتى عن أصدقاء حزبه في بعض القرارات. إلا أن ما لم يعلمه السيد بنكيران أن السيد الوفا بعيد عن قطاع التعليم وقضاياه بعد السماء عن الأرض. وما اتخذه من قرارات والتي قد تبدو جريئة, إنما من إملاء بعض الوصوليين والمتملقين الذين أغرقوه وتركوا السفينة تسير به نحو الهاوية. فكم مرة قلنا أن السيد الوفا خيرا فعل عندما اتخذ هذا القرار أو ذاك. لكننا سرعان ما نكتشف عدم جديته وقلة تجربته وتسرعه وانفراده وسوقيته وعجرفته .... تؤكد قلة نجاعته وفقدانه لكفاءته.
- أليس من الفضل لو قدم استقالته بفخر واعتزاز ما دام دخل الحكومة عن طريق حزب. وإن كان فعلا يختلف مع حزبه , فكان عليه الاستقالة من منصبه ثم الاستقالة من حزبه؟.
- ما مصيره عندما تشكل الحكومة الجديدة ويجد نفسه خارج التغطية؟
- ما رد فعله من الخطاب الملكي الذي عرى كل خباياه ؟
اللهم لا شماتة.
محمد المقدم - المقال من مصدره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق