هي في الثلاثين من عمرها ، تعمل كمنسقة أعمال في شركة كبيرة (كاتبة في المصطلح التقليدي) . تقوم بالمهام الموكولة إليها أحسن قيام بحكم تجربتها والدبلوم الذي حصلت عليه من طرف مؤسسة مشهورة . يحترمها موظفو الشركة لرزانتها ولباسها الوقور واتزانها في الحركات والتدخلات . اسمها فاطمة ، ولكن تحب أن يناديها الآخرون "ميس فاطي" ، هكذا يختار بعض شباب اليوم وهو يدخل في اعتبار ما يُسمى ب : "النيولوك" أو المظهر الجديد . لها علاقات طيبة مع مراجعي وزبناء الشركة ، يُحضرون لها الهدايا في المناسبات ، خصوصاً في رأس السنة الميلادية لا شيء سوى أنها تتقن الأعمال المتعلقة بشؤونهم . إلى حدود اليوم ، غير متزوجة وتقول دائماً إن الموضوع مسألة رزق وأجل وكتاب .
هو يتجاوز الأربعين سنة ، مدير الشركة ، متزوج وله ابن وزجته حامل في شهرها التاسع . ملابسه دائماَ أنيقة ، الذين يلحظونه يقولون إنه يتوفر على عشرات البذل وربطات العنق ، تفوح منه دائماً روائح العطر على مختلف الأنواع . من حين لآخر ، يستدعي كاتبته ميس فاطي إلى مكتبه لسبب أو لغير سبب . عندما يغيب السبب ، تحضر أشياء أخرى ، بدون مقدمات ، فهو يتحرش بها مراراً ، يدعوها لشرب كأس عصير معه ، فهو يعرف بعض المقاهي الرفيعة ، كما أنه يملك سيارة للذهاب بعيداً عن الأنظار . أكَّدت له غير ما مرَّة أنه متزوج وما ينبغي له أن يخون زوجته الجميلة المحترمة . السيد المدير يلحّ عليها دائماً بالخروج معه ، حتى إنه حاول إغراءها بالترقية في العمل ومنح مبالغ مالية كبيرة . فكرت طويلاً في الأمر بين الترقية مرفوقة بأشياء أخرى والاستمرار في الحياة الشريفة كما كانت معروفة بذلك في ذي قبل . اليوم ، استدعاها مرة أخرى من غير سبب واقترح عليها ما لم تتمالك أعصابها لسماعه ، فوجهت له على وجهه صفعة صاعقة ومدوّية ، لم يحرك الرجل ساكناً ، بل اكتفى بوضع يده على خده ينصت لحرارة الصفعة .
خرجت من مكتبه دون إغلاق الباب كعادتها ، قامت على الفور بتحرير استقالتها من العمل وغادرت مقر الشركة ، أحد المراجعين وعدها بأن يجد لها عملاً في شركة أخرى ورهن إشارة مدير محترم .
* الأحداث من نسج الخيال والأسماء من سبيل الصدفة فقط .
ذ.أحمـد أوحنـي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق