ركن سيارته الفخمة أمام البناية الجديدة ، خرج منها وأغلق أبوابها بحركة أوتوماتكية عن بعد ، ثم دخل إلى المركز التجاري المفتوح منذ أيام قليلة لأجل التسوق . تبين من خلال سيارته وملابسه ومشيته الخيلاء أنه من كبار الموظفين أو أحد رجال الأعمال . تنقل بين فضاءات المركز غير مبال بالآخرين وهو يلعب بمجموعة من المفاتيح بيده . سأل أحد مستخدمي المركز عن رفّ مواد التنظيف والنظافة بصوت يحمل نبرة آمرة ، تمَّت تلبية رغبته على الفور ، وهي كما هو معلوم تعليمات تلقَّاها موظفو ومستخدمو المراكز التجارية .
أخيراً عاد وبيده سلَّة بلاستيكية فبها مواد الحلاقة والتنظيف ، بعد أداء مبلغ مالي لدى المستخدمة المكلفة بالصندوق الآلي ، همّ بالانصراف ، لكن حارسين اعترضاه وطلبا منه مرافقتهما إلى غرفة مجاورة . عندها ثار وصار يوزع ألفاظاً نابية وبذيئة ، تقدم نحوه أحد الحارسين فهمس له في أُذنه . ماذا قال له ليعود إلى وعيه ويسكن ، ثم يتبع الحارسين إلى حيث أمراه ؟. ماذا حصل ؟
هو فعلاً من كبار الموظفين ، وهو يتجول بين الرفوف بعيداً عن الأنظار ، فتح كيساً صغيراً من اللوز المقلي والمملح فأكله بشره ونهم تاركاً وراءه الكيس فارغاً . ذلك ما شاهده بنفسه من خلال استعراض شريط فيديو التقط له من طرف موظفي غرفة الحراسة والمراقبة . أي موقف هذا الذي صار فيه الموظف الكبير ‼ . على كلّ ، أوامره تبدَّلت توسّلات بكتمان الأمر واللجوء إلى حلّ يرضي إدارة المركز التجاري وعدم اتخاذ أي إجراء قد يضر بسمعته . التفاوض أفضى في النهاية إلى أداء مبلغ مالي مهمّ مقابل التنازل عن هذا الموقف الورطة ، لتكون أغلى حبات لوز في العالم . لكنها لم تدوَّن في كتاب كنيز للأرقام القياسية .
قد يكون هذا الرجل نسي إحضار كيس اللوز الفارغ بين مشترياته ، وهو ما أكده بالفعل للحارسين في الغرفة ، الأمر الذي رفضاه قطعاً ، وقد تكون هي عادته ولحظات يتضاءل فيها ، ثم يضعف ويسيل لعابه دون دراية . على كل ، تمت تسوية هذا الأمر ، وهي نصيحة موجهة إلى مرتادي المراكز التجارية ، لو قُدّر وفتحوا كيساً لأكل واستهلاك ما بداخله ، عليهم إحضاره فارغاً إلى الصندوق الآلي حتى لا يقال إنه تضاؤل منهم ، خاصة إذا كانوا من كبار الموظفين أو رجال الأعمال .
ذ.أحمـد أوحنـي
سقط هذا الموظف فعلا في ورطة كبيرة ، لكن من يدري حقيقة امره ؟ اهو فعل متعمد ام وقع ذلك سهوا منه ؟
ردحذف