المنتدى العالمي FET FORUM

2011-06-22

النبش في الذاكرة : فيض من ذاكرة صغيرة.

  مما تحتفظ به ذاكرتي الصغيرة عن دراستي في أوائل سبعينات القرن الماضي أن معلم اللغة الفرنسية الأستاذ "ألبير" ، وهو مغربي من نواحي واويزغت ، أمرنا نحن تلاميذ السنة الخامسة الابتدائية )الشهادة الابتدائية آنذاك) بالعودة إلى المدرسة غداة امتحان آخر السنة ، وذلك لتصحيح مضمون ومكوّن اللغة الفرنسية .

     احتراماً له ، وامتثالاً لأمره ، عدنا جمعُينا ولم يتخلف أحد . الأستاذ الجليل أحضر معه عصاً من بين وسائل عمله . ما إن بدأت عملية التصحيح حتى أخرجها من محفظته وكان ما كان . حبَسنا لحوالي السّاعة لم نخرج منها حتى انتفخت أيادينا ضرباً ومؤخّراتنا ركلاً وجلداً، كلٌّ حسب درجة ومجموع أخطائه . أمرٌ مؤكد أن المسالة لم تكن الغاية منها الانتقام بقدر ما كانت فقط عقوبةً على عدم الانتباه والتركيز والتذكير .
أمرٌ طبيعي أنني نلت حصتي وافرةً مما ناله أصدقائي . وفي نهاية الحصة ، أمرنا بإنجاز مجموعة من الواجبات والتمارين خلال العطلة الصيفية استعداداً للعام الدراسي المقبل .
 )  la table de multiplication et la conjugaison - جدول الضرب وتصريف الأفعال ( . ومن يجرؤ على فعل مثل هذا اليوم يا رجال اليوم ؟ وقبل مغادرتنا للقاعة قال : " أردت فقط أن أصنع منكم رجال الغد" .أجزم وأتمنى أن أكون صادقاً أن ما قام به معلمنا آنذاك كان بدافع الغيرة على تلاميذه  ليس إلاَّ .
    وبهذه المناسبة ، أتوجه إليه بكل شكر واحترام وتقدير إذا كان لا يزال حياً ، وأدعو له بالرحمة والمغفرة إذا كان من أهل الدار الأخرى . ومما أتذكره أيضاً أنني سألته ذات مرة حول ما إذا كانت له قرابة وصلة بالكاتب الفرنسي "ألبير كامو" فأجابني بالنفي مبتسماً .
ومن طريف ما حصل لي في بداية الموسم الدراسي الموالي أنني عدت إلى المدرسة عوض الذهاب إلى الإعدادية ، رغم أنني نجحت في امتحان الالتحاق بالسنة الأولى الإعدادية ، دروس الملاحظة آنذاك –Cours d’observation  ( . مجموعة من التلاميذ الذين كانوا يعرفونني لاحظوا وجودي ونادوا على المدير الذي حضر إلى الساحة وأمرني بالخروج والالتحاق بالإعدادية .
)في الفيض القادم ، مرحلة الإعدادية) .
                                                                                                  ذ. أحمـد أوحنـي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق