المنتدى العالمي FET FORUM

2011-03-13

الهاتف المحمول بين نفعه ووقعه على الصعيدين الاجتماعي والتربوي


بقلم: نهاري امبارك؛ مفتش في التوجيه التربوي، مكناس، المغرب.
تقديم:
يعتبر الهاتف المحمول، أو النقال أحد وسائل الاتصال اللاسلكي المتطور الذي أنتجته التكنولوجيا الحديثة. حيث يتم الاتصال عن طريق إشارات ذبذبية عبر محطات إرسال أرضية منها وفضائية ترتبط لاسلكيا بعدة أبراج موزعة على مساحة معينة. وقد تطور جهاز الهاتف المحمول بسرعة مذهلة. فبالإضافة إلى كونه وسيلة اتصال صوتي، تعددت استعمالاته ووظائفه، لتجعل منه جهاز كمبيوتر لحفظ معلومات كثيرة ومتعددة، وتصفح مواقعالأنترنيت، كما تجعل منه جهاز راديو للاستماع إلى الأخبار والموسيقى والأغاني وتتبع عدة برامج على الهواء، وآلة تصوير تضاهي الكاميرات الرقمية اشتغالا وجودة، وأداة استقبال البريد الصوتي وإرسال واستقبال الخطابات القصيرة، وأداة للعب والتسلية....
وقد أصبحت معلومات كثيرة ومعطيات متعددة في متناول الإنسان، رسالة وصوتا وصورة، في وقت وجيز، حيث يتم تبادل مكالمات وتعرف أحداث ووقائع، في قضايا ومجالات كثيرة ومتنوعة، من جميع أنحاء العالم. ولما تعددت وظائف الهاتف النقال أصبح الإقبال عليه يتزايد يوما بعد آخر، وأصبح كل بيت لا يخلو من عدة هواتف محمولة، ولجميع أفراد الأسرة الواحدة، بعد أن كان زمانا، جهاز واحد للهاتف الثابت، يخلق متاعب جمة لرب كل أسرة، استعمالا وأداء.
إلا أنه ومع تعدد وظائف وخدمات الهاتف النقال، كثرت استعمالاته، وأضحى كل فرد متعلقا به إلى حد الإدمان، يستعمله أين ما حل وارتحل لقضاء مآرب متعددة ومتباينة في كل لحظة وحين، يشغله حتى وإن لم يقض أي غرض، ليلعب ويتسلى ويستمع إلى أغاني وموسيقى وغير ذلك من الملاهي لقتل الوقت، سواء داخل المنزل أو خارجه، في الشارع، في المقهى، في الملهى، في أي مكان.
لقد أضحى الهاتف المحمول، يستهلك وقتا، لاشعوريا، من أي كان، رجلا، امرأة، شابا، شابة، طفلا، راشدا، قاصرا، حيث يهيمن على كل شخص ويشغله لمدة زمنية ليست يسيرة، يصرفه عن القيام بمهامه وينسيه واجباته وارتباطاته ومواعيد أشغاله وأعماله اليومية، فأصبح عامل اضطرابات ونزاعات على الصعيد الاجتماعي والتربوي.
فما هي آثار الهاتف النقال على الصعيدين الاجتماعي والتربوي؟ وأي الأساليب التي يمكن انتهاجها لترشيد استعماله اجتماعيا وتربويا؟
Iالآثار الاجتماعية:
وقد لا يتوانى أحد في نعت الآخر بالمبذر والمدلل لأطفاله، ودفع أطفال الأسر الأخرى إلى التمرد على آبائهم وإجبارهم على توفير لهم ما توفر لجيرانهم
من المعلوم أن مستويات العيش متباينة لدى الأسر، وتختلف باختلاف الدخل والأجرة والأرباح لدى أرباب هذه الأسر؛ كما أن نفقاتها تختلف باختلاف عدد الأطفال وعدد الأشخاص الذين يعيشون تحت نفس السقف وفي كنف رب الأسرة الذي يعتبر المسئول عن السكن والتغذية والتطبيب والعناية اللازمة لكل فرد. إن مختلف الخدمات والالتزامات تتطلب مصاريف قد ترتفع وتنخفض ارتباطا بمدخول الأسرة وعدد الأفراد المتشكلة منهم ومتطلباتهم اليومية.
وفي الوقت الحاضر، وبعد التطور الحاصل في الميدان التكنولوجي، يلاحظ أنه قد انضاف إلى هذه الالتزامات والمتطلبات، جهاز الهاتف النقال ومستتبعاته، من تعبئة وصيانة واستهلاك الكهرباء لشحن البطاريات، فترتفع المصاريف المالية حسب أعداد الهواتف المحمولة المستعملة داخل البيت ولدى أفراد الأسرة، خصوصا الأطفال والقاصرين، الذين لا يرتاح لهم بال حتى يحصلوا على أفضل أنواع الهواتف المحمولة وأكثرها خدمات وتطورا. فيظهر التنافس جليا وعلى أشده بين الأخوات والإخوة، من جهة، وبين الأسر، رجالا ونساء وأطفالا من جهة أخرى. ويحتدم الصراع والنزاع، ويكثر الشنآن، فيضطرب المناخ الأسري والاجتماعي، وقد تسوء العلاقات بين أفراد نفس الأسرة، وبين الأسر والجيران، تحت وطأة اختلاف الثقافات وأساليب التربية والنظرة الذاتية للقضايا في ارتباطها بالمستوى الثقافي ونمط العيش والدخل الأسري. وقد لا يتوانى أحد في نعت الآخر بالمبذر والمدلل لأطفاله، ودفع أطفال الأسر الأخرى إلى التمرد على آبائهم وإجبارهم على توفير لهم ما توفر لجيرانهم، والاتصاف بسلوكات سيئة، ورفض الانصياع لهم، ورفض التعامل معهم المعاملة الحسنة، واتهامهم برفض توفير لهم حاجيات ضرورية في نظرهم كسائر الأطفال. وقد ينعت فرد آخر بالتباهي والتبجح، فتسوء العلاقات بين الآباء وأبنائهم، الذين يبدون ليس لهم أي استعداد للفهم والتفاهم، فيتكهرب المناخ الأسري، وبالتالي الاجتماعي، بين الأسر والجيران، بين الرجال والنساء والأطفال.
أن الإفراط في استعمال الهاتف المحمول يتسبب في أمراض جسمية ونفسية، حيث يؤثر على جهاز السمع ووظائف العقل، خصوصا عند الأطفال صغار السن
وقد يضطرب المناخ الأسري تحت وطأة خلافات تنبعث من لاشيء، غالبا من لاوعي، وفي غياب ترسيخ ثقافة الثقة في النفس وفي الآخر، حيث تدب الشكوك في دواعي ومحتويات مكالمات هاتفية، عندما تتعدد وتكثر، وفي فترات ولمرات متكررة، خصوصا بين أفراد أسر ليست لهم أعمال ولا انشغالات ولا ارتباطات ولا مواعيد عمل رسمية ومحددة، قد تتطلب كما من الاتصالات الهاتفية اللحظية واليومية. وقد تنتقل عدوى الشكوك إلى الزوجين في ما بينهما، فتنشب الخلافات وتتفاقم العلاقات، التي قد يصعب جبرها، وتؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، ضحيته الأطفال.
وقد أثبتت البحوث الطبية، في مجال التشخيص العصبي ووظائف الجهاز السمعي، أن الإفراط في استعمال الهاتف المحمول يتسبب في أمراض جسمية ونفسية، حيث يؤثر على جهاز السمع ووظائف العقل، خصوصا عند الأطفال صغار السن، الشيء الذي ينعكس على الصحة الجسمية ويؤدي إلى اضطرابات نفسية، تتطلب عناية طبية معينة. وعلى العموم يؤدي استعمال الهاتف المحمول لمدة زمنية طويلة إلى تعب شديد، ينجم عنه انهيار عصبي.
وقد يتضاعف وقع هذه الأمراض لتنتقل إلى أعضاء أخرى ذات الصلة، الشيء الذي يستلزم معه فحوصات وتحاليل طبية تقصيا لأسباب هذه المضاعفات المؤثرة على الجسم ككل. وبديهي أن هذه الخدمات الطبية تتطلب مصاريف مادية إضافية تنعكس سلبا على مدخول الفرد، كان معفيا منها، وكان قد يوفرها لأغراض أسرية تعود، لا محالة، بالنفع على المستوى المعيشي والتربوي لجميع أفراد الأسرة.
وفي المجال الاجتماعي، ومن حيث الجوانب الثقافية، أدى الهاتف النقال إلى إحداث تغييرات جذرية في التعامل والمعاملات، حيث إن الفرد أصبح يبتدع طرقا متطورة للتعامل مع مختلف الوضعيات، وهو يجيب على مكالمة هاتفية، يختلف الجواب عنها باختلاف موقعه، في منزله كان، أو في عمله، أو في الشارع، أو في المقهى، أو في أي مكان كان.
وقد حدث أن قال أحدهم لصديقه في الهاتف المحمول، “أنا موجود بمكان بعيد جدا”، ولما التفت وجد زميله، يهاتفه على بعد مترين منه !!! .
فالمفردات تنتقى بعناية، والحركات تتكيف حسب نوع المكالمة، وموقع الرد، فيشاهد، أحيانا، فرد وهو يصرخ في الشارع أو الدرب أو المقهى…، ويشاهد أحيانا أخرى يهاتف أو يرد بهدوء وسكينة، متخذا احتياطات كبيرة حتى لا يفتضح أمره وهو يعطي مخاطبه معلومات خاطئة، حول مكان تواجده، أو حول الأشخاص الذين يرافقونه، أو حول طبيعة العمل الذي ينجزه، وغير ذلك كثير…..وقد حدث أن قال أحدهم لصديقه في الهاتف المحمول، “أنا موجود بمكان بعيد جدا”، ولما التفت وجد زميله، يهاتفه على بعد مترين منه !!! .
أما على صعيد جماعة أو جمع من الأفراد، بمنزل أو مقهى أو غيره…فبمجرد أن يرن هاتف أحدهم، يصمت الجميع تاركين المجال له للكلام والرد والتحدث، قابعين أمامه ينصتون في هدوء، صامتين دون ضوضاء تجنبا للإزعاج والتشويش، وحفاظا على علاقات التعامل والمعاملات. وما يمكن تسجيله باستغراب، أنه بعد انتهاء المكالمة، ينطق أحد أفراد الجماعة متسائلا حول الموضوع الذي كانوا بصدد مناقشته قبل رنين الهاتف النقال، فتدب الحركة، وينطلق الحديث، إلى حين أن يرن هاتف آخر، وهكذا…فلا جمعا ولا حديثا ولا مشاورات تتم، ولا فائدة حتى !!! .
وقد تسجل أحداث كثيرة ومتنوعة، قد يصرخ أب في وجه زوجته وأبنائه وهو يتكلم في الهاتف جالسا وسطهم، يمنعهم من الكلام والتشويش، إلى حين. يصمت الجميع تاركينمجال التحدث في الهاتف لفرد واحد، ولفترة زمنية غير يسيرة، لا يناقشون مواضيع معينة، لا يتبادلون الرؤى، لا يتشاورون في قضايا آنية أو سابقة أو لاحقة استعدادا لانشغالات وأعمال الغد. وقد يقع نفس الحدث، يتكلم شخص ويصمت أشخاص كثيرون، في حافلة، في مقصورة قطار، في سيارة أجرة، في محطة طرقية، في قاعة الانتظار، عند عيادة مريض، وغير ذلك كثير جدا في أماكن عمومية… الشيء الذي يؤثر سلبا على البيئة المحيطة، من وطأة فرض هيمنة تعامل شخص على مجموعة أشخاص دون إرادتهم، وانتهاكا لحرياتهم في أخذ راحة أو تحدث أو تركيز على موضوع معين.
وقد أضحى الهاتف المحمول، لدى أسر كثيرة، عبارة عن لعبة، يتم اقتناؤها للأطفال بأثمنة باهضة، يلعبون به أمام المنازل وفي الأزقة والشوارع وفي أماكن مختلفة، يتباهون، مستفزين بعضهم البعض، ومستفزين أطفالا آخرين، لم تتمكن أسرهم من توفير هذا الهاتف النقال لهم أو ما شابه ذلك.
IIالآثار التربوية:

وقد أثبتت البحوث الطبية أن وظائف جهاز السمع تتعطل لمدة زمنية غير يسيرة، لدى من يستمع إلى الموسيقى والأغاني عبر السماعة، وخصوصا لدى الأطفال. حيث إن التلميذ يبدو، بعد إزالته السماعة، وكأنه مصاب بالدواخ أو في غيبوبة لمدة معينة
لقد أضحي جل التلاميذ بالمؤسسات التعليمية، الثانوية منها على الخصوص، إن لم نقل جميعهم، يمتلكون الهواتف النقالة، ويفرطون في التباهي بها واستعمالها في كل لحظة وحين، منذ مغادرة المنزل إلى ولوج المدرسة، وأحيانا داخل المدرسة والفصل، وخلال الدرس.
وهكذا يشاهد تلاميذ كثر، في جل أوقاتهم، أثناء ذهابهم إلى المدرسة أو رجوعهم إلى بيوتهم، يتكلمون في الهاتف النقال أو يستمعون، عبره، باستعمال السماعة إلى موسيقى وأغاني، لمدد زمنية طويلة.
وقد أثبتت البحوث الطبية أن وظائف جهاز السمع تتعطل لمدة زمنية غير يسيرة، لدى من يستمع إلى الموسيقى والأغاني عبر السماعة، وخصوصا لدى الأطفال. حيث إن التلميذ يبدو، بعد إزالته السماعة، وكأنه مصاب بالدواخ أو في غيبوبة لمدة معينة، قبل أن يعي بأن أحدا ما يتوجه إليه بالخطاب. إن المدة الزمنية اللازمة لاستعادة السمع بشكل طبيعي تختلف باختلاف السن لدى الأطفال، وقد تطابق الفترة الزمنية المخصصة، من طرف أستاذ، لمقدمة درس أو لعرض وضعية إشكالية تثير انتباه التلاميذ، قبل انطلاق الشروحات والتحاليل المطلوبة، فماذا ينتظر من تلميذ ضاعت منه مقدمة مدرس، أو فاتته وضعية إشكالية معينة، تحت وطأة السماعة بفعل ذبذبات صوتية أو موسيقية؟
وقد يكسر صمت الفصل، أحيانا، رنات هاتف نقال، تنبعث لدى بعض الأفراد بقاعة الدرس، وقد تذهب جهود الأستاذ سدى، فيكون مضطرا إلى التدخل لبسط الهدوء، وإعادة ما سبق تقديمه وتفسيره، وقد يتكرر هذا الحدث لمرات متعددة في الحصة الواحدة، فأين هي عناصر التركيز، والاسترسال، ومواصلة الانتباه للتمكن من محتويات الحصة الدراسية المبرمجة؟

وقد يلجأ بعض التلاميذ، إلى القيام بتسجيلات صوتية وتصوير رقمي، لأحداث أو أماكن معينة، أو لزميلاتهم وزملائهم، بواسطة كاميرا الهاتف المحمول، مشكلين بذلك فيديوهات متفاوتة المدد الزمنية، ومتنوعة المضامين، يستغلونها لأغراض ما، غالبا غير شريفة، ينشرونها على صفحات مواقع على الشبكة العنكبوتية
وفي إطار التواصل بين التلاميذ، يبعثون إلى زميلاتهم وزملائهم، برسائل قصيرة متعددة، تختلف حمولتها باختلاف مواضيعها الجدية منها والهزلية، قد تثير حفيظة البعض، فيستشيظ غيضا، وقد تفقد البعض أعصابه وتؤدي به إلى التوتر والانقباض، وقد تكون سبب نزاع وشجار يفضي إلى ضرب وجرح، قد يترتب عنه عقوبات تأديبية، الجميع في غنى عنها، حيث لم تكن تدور في فلك التمدرس والفضاءات المدرسية إلى عهد قريب.
كما أن تلاميذ كثر يقتلون أوقاتهم الثمينة في ألعاب متنوعة على الهاتف المحمول، تصرفهم عن أداء واجباتهم المدرسية، فلا هم يراجعون دروسهم السابقة، ولا هم يستعدون للدروس اللاحقة، فيتراكم لديهم ضعف التحصيل الدراسي، ليصبح مصيرهم الفشل، وربما الانقطاع عن الدراسة ومغادرة الأسلاك الدراسية، ليعززوا ظاهرة الهدر المدرسي.
وقد يلجأ بعض التلاميذ، إلى القيام بتسجيلات صوتية وتصوير رقمي، لأحداث أو أماكن معينة، أو لزميلاتهم وزملائهم، بواسطة كاميرا الهاتف المحمول، مشكلين بذلك فيديوهات متفاوتة المدد الزمنية، ومتنوعة المضامين، يستغلونها لأغراض ما، غالبا غير شريفة، ينشرونها على صفحات مواقع على الشبكة العنكبوتية، محدثين بذلك، هرجا ومرجا في كل الأرجاء، فتعلو الأصوات وتكثر التساؤلات.
ولما تحين مواعيد الامتحانات، يتهافت التلاميذ، الغشاشون منهم، على الهواتف النقالة، أجودها وأحسنها، فيستخدمون تطور التكنولوجيا لأغراض لا تنسجم والأهداف التي أحدثت من أجلها.
وهكذا يشاهد التلاميذ والطلبة المتقاعسون الذين لم يستعدوا، بما فيه الكفاية، لخوض الامتحانات، يضبطون، قبل انطلاق الحصص الاختبارية، أصوات هواتفهم المحمولة، ويتأكدون من سلامة الوصلات ومستويات الرنين والصوت، فيربطون الهاتف النقالبسماعة بلوتوث صغيرة الحجم، يضعونها داخل آذانهم، بحيث لا يستطيع أحد رؤيتها إلا بالقرب منها، وبتركيز شديد. يتصل التلميذ أو الطالب الغشاش بشخص ما، لتلقينه الإجابات الصحيحة بكل دقة، فيحصل على علامات تمكنه من النجاح والحصول على شواهد غير مستحق لها، ويلتحق بمجال التدريب أو العمل دون معرفة ولا تأهيل.
ومن ناحية أخرى توصلت أبحاث طبية إلى الكشف عن مضار صحية جراء الإشعاعاتالمنبعثة من أجهزة الهاتف المحمول، قد تأثر على وظائف المخ معرضة الأطفال خصوصا للخطر بدرجة أكبر، حيث إن أجهزتهم العصبية غير مكتملة النمو بعد. وقد تتسبب هذه الإشعاعات في أعراض مرضية مختلفة، من بينها فقدان الذاكرة والتقلبات المزاجية، والإرهاق المزمن. في هذه الحالات المرضية، ماذا ينتظر من تلميذ أضحى مدمنا على استعمال الهاتف المحمول، واستعمال السماعة مدة زمنية طويلة يستمع إلى الموسيقى والأغاني؟
خاتمة:
مراقبة الأطفال باستمرار وتذكيرهم بأضرار الهاتف المحمول وإمكانية تقليل استخدامه لوقت طويل، تجنبا لكل أذى قد يصيب صحتهم الجسمية والنفسية
حيث إنه لا غنى عن استعمال الهاتف المحمول، وفي إطار احترام الحرية الشخصية وحرية الآخرين، وحتى يتم استعماله دون إلحاق أذى بالذات والآخر، واستعماله من أجل الأهداف التي أحدث من أجلها، يبدو أن احترام بعض القواعد والآداب العامة قد تؤتي، في اعتقادنا، أكلها في المجالين الاجتماعي والتربوي، وذلك كما يلي:
§ بمجرد سماع رنين الهاتف المحمول، إذا كان صاحبه في اجتماع أو جمع أو جماعة أفراد، يتحدثون أو يناقشون موضوعا ما، من الأفضل الانزواء والابتعاد مسافة معينة عنهم، ويتكلم بصوت خافت مجتنبا إزعاج كل من من حوله حتى لا يدوس حرية أحد بممارسة حريته؛
§ وللتركيز أكثر وإعطاء المواضيع المناقشة ما تستحقه من اهتمام، من الأفضل عدم تشغيل الهاتف المحمول، أو وضعه تحت نظام الاهتزاز حتى لا يزعج أي أحد، ويتعامل صاحبه مع الحدث بالكيفية التي تضمن الاحترام للجميع؛
§ وحتى لا يفتضح أمر المتكلم في الهاتف النقال وهو يرد على مكالمة معينة في موضوع معين، من الأليق، أو من الواجب، على الأصح، الالتزام بالصدق، والتحدث في إطار الواقع الآني والبيئة المحيطة؛
§ وحتى لا يصطدم أفراد أسرة معينة، يجب نشر ثقافة الثقة وإشاعتها وإرساؤها بشكل متجدر تجنبا لكل الشكوك التي قد تعصف بآصرة الأسرة وتماسكها؛
§ ومن أجل تفادي استفزاز أطفال العائلة والجيران، من الأفضل عدم جعل من الهاتف النقال وسيلة للعب والتباهي لتجنب كل نزاع أو شنآن قد يضر بالعلاقات ويؤدي إلى نشوب صراعات وخلافات بين أمهات وآباء أولئك الأطفال؛
§ مراقبة الأطفال باستمرار وتذكيرهم بأضرار الهاتف المحمول وإمكانية تقليل استخدامه لوقت طويل، تجنبا لكل أذى قد يصيب صحتهم الجسمية والنفسية، الشيء الذي يؤدي إلى أمراض تتطلب مصاريف إضافية من أجل التطبيب والعلاج، والشيء الذي قد يؤثر على تحصيلهم الدراسي؛
§ استعمال الهاتف النقال في الأهم والضروري، تجنبا لكل تبذير مادي وتأثير معنوي، سواء لدى الأطفال أو الراشدين؛
§ إصدار نصوص تشريعية تحدد بجلاء كيفية وزمان ومكان استعمال الهاتف المحمول، لتجاوز مختلف الوضعيات التي يمكن أن تعرقل السير العادي للعمل بالمؤسسات التعليمية، خصوصا خلال فترات الدروس والامتحانات؛
NHARI Mbarek

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق