المنتدى العالمي FET FORUM

2011-02-16

الخطاب التربوي :دور المؤسسة التعليمية في الإصلاح الاجتماعي


يعتقد العديد من المهتمين بالشأن التربوي أن المدرسة الحالية تنكب جهودها على الأجيال الحالية والمستقبلية فقط ،لكن تغفل بشكل مطلق الأجيال القديمة التي تساهم بشكل فعال في بناء الجيل الجديد والأنظمة التربوية الحديثة لرفع مستوى الحياة بوجه عام وجعل المنظومة تساير ركب الحضارة العالمية فالمربي الراشد يستفيد من الأحداث والمستجدات التربوية ويحاول إفادة المتعلم قصد مسايرة الركب وضمان موطأ قدم في عالم متغير
صعب المراس زئبقي متحرك لايؤمن إلا بالتغيير ولاشيء غيره ومايقع في تونس ومصر والبقية تأتي إلا دليل قاطع على الحركية والتبديل ،إ ن إشراك الجيل القديم أو السابق في المساهمة وتصحيح مسار المنظومة التربوية شيء مفيد ومهم على اعتبار أن الاصلاح الاجتماعي مهمة انسانية مستمرة تحتاج الى تسلسل وتسليم المشعل من جيل الى جيل ولاتتوقف في نقطة معينة او زمن محدد أو أشخاص معنيين بل الأمر يتطلب مساهمة الجميع بدون انقطاع لتحقيق ذلك الإصلاح المنشود لأن حركة الإصلاح إذا توقفت في الجيل الجديد فقط قد تكون الحركة التصحيحية بطيئة جدا وبالخصوص اذا كان المجتمع جاهلا وهذه ام المعضلات التي تعيق أي تقدم مجتمعي كيف ماكان نوعه وتكون مساهمة المدرسة وما تحدثه من أثر تربوي يكون ناقصاً إن لم أقل منعدماً ،وهنا لابد من إشراك الجيل الحالي والسابق لكي نضمن نسبة هامة من الإصلاح الاجتماعي تدريجياً رغم العوائق والإكراهات
،إن المؤسسة التربوية الحديثة إن هي أرادت أن تؤثر تاثيراً مباشراً وصريحاً في الإصلاح الاجتماعي الشامل للمجتمع لابد لها من برامج ومناهج تتصل اتصالاً وثيقاً بالحياة وأن تؤمن الحيوية اللازمة والواقعية في عملها وأن تضمن كذلك للتلاميذ وهم حجر الزاوية والنقطة المركزية علوماً وخبرات وفنيات حافلة بالمعاني وأن تعلمهم كيف يعملون ويفكرون ويساهمون ويشاركون مع المدرس أو المربي الذي يجب عليه هو بدوره أن يعرف حق المعرفة المجتمع والمحيط الذي يعيش فيه المتعلم وأن يكون على اطلاع تام على أوضاعه وتفهم حاجاته وجعل المدرسة جزءاً لايتجزأ منه إذاك يمكن أن نقول إن المنظومة توجد في السكة الصحيحة قصد تحقيق الغايات والأهداف التي أوجدتها المجتمعات من أجلها ،إن القوى الديناميكية المنبثقة من الحياة المعاصرة تتطلب أن يكون التعليم ركناً من أهم أركان النهضة والتطور الذي تطمح اليه كل مجتمعات الدنيا ...

كتابي محمد تاوريرت - oujdacity

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق