المنتدى العالمي FET FORUM

2010-12-29

موضوع : واقع القــــــــــــراءة في وسط أبنــــــــــائنا

28/12/2010
من المواضيع التي تؤرق رجال التربية و التعليم موضوع القراءة و كيفية تحبييها لابناءنا المتعلمين و غرسها في وجدانهم و احاسيسهم عبر مراحل حياتهم التعليمية التعلمية .
فالملاحظات الصفية وكذا الدراسات الميدانية التي رامت الى تشخيص الواقع القرائي للمتعلمين تؤكد – على قلتها- على محدودية هذا النشاط الذي لا يتجاوز بالكاد أفق الفصل الدراسي إلا في الناذر الذي لا يقاس عليه . ذلك أن التلميذ لا يقرأ في الغالب الأعم إلا في القسم عبر الأنشطة الصفية وخلال إعداده اليومي لدروسه .والكتاب الوحيد المألوف لديه هو الكتاب المدرسي. بل ان ارتياده لفضاء المكتبة المدرسية غالبا ما يكون بإيعاز من تلك الدروس اليومية او من خلال أنشطة البحث والتوسع او الاستثمار حيث يوجهه الأستاذ إلى بعض المراجع – قواميس / وموسوعات في الغالب – للإستفادة منها في تحضيرالدروس ... كما يلاحظ محدودية نسبة التلاميذ الذين يمارسون هذا النوع من القراءة المدرسية إذ يكون أغلبهم من التلاميذ المجتهدين .بينما تبدي الأغلبية عزوفا شرسا إزاء نشاط القراءة. ويمكن عزو هذه الظاهرة إلى أسباب ذاتية وموضوعية يمكن حصرها في النقط التالية :
- محدودية الرغبة في القراءة او انعدامها لعدم اكتساب عادات القراءة والتشبع بأهميتها كقناعة سيكولوجية راسخة منذ الصغر .
- محدودية الحوافز والدوافع الباعثة على القراءة لشحوب الفضول المعرفي أو لمحدودية توجيه المدرسين التلاميذ قصد الإعداد للدروس اليومية وتوسيع افاق التعلم والتثقيف الذاتي .
- ترسخ النزعة البراغماتية والنفعية المرتبطة بالقيم الإستهلاكية المادية ذلك أن القراءة في اللاشعور الجمعي لجل المتعلمين ترتبط بتحصيل جزاء مادي
– امتياز في النقط المحصل عليها- وتحقيق النجاح في الإمتحان .
- إكراهات تحصيل المقرر وتراكم المطالب المرتبطة به فالمدرسون أنفسهم يعتذرون عن توجيه قراءات المتعلمين ومصاحبتهم إلى فضاء المكتبة المدرسية بالضغط الزمني لإنهاء المقررات ويحملون المنهاج التعليمي نفسه مسؤولية التركيز على المقرر بدل الاستعداد الثقافي لمواجهة تحديات الحياة .
- محدودية استجابة الرصيد الوثائقي الموجود داخل المكتبة المدرسية او في الفضاء المكتبي العام الذي يتحرك التلميذ بين ظهرانيه الى حاجيات المتعلمين ورغباتهم فكثير من التلاميذ يعتبرون الكتاب الوثيقة المكتوبة عرضا متجاوزا وتقليديا فهم يلجؤون الى وسائل الاتصال والإعلام المستحدثة من تلفاز وبرابول وفيديو وسينما وانترنت على تفاوت بينهما كبدائل حداثية تؤكد انتماءهم للعصر وتعزز حداثتهم المأمولة -
عدم استجابة المضامين المقترحة للقراءة لانشغالات واهتمامات التلاميذ ذلك أن المضامين القرائية التي توفرها المكتبة المدرسية بعامة لا تتجاوز المقررات والاهتمامات الثراثية والتقليدية التي سطرتها الاجيال السابقة في حين يتطلع تلاميذ العصر الى التحديث ومزيد من الانفتاح غير المشروط على معطيات العصر لذلك نجد كثيرا من التلاميذ لا يقرؤون سوى مجلات الاختراعات التقنية والاعلاميات أو مجلات الموضة والازياء والطبخ والمشاهير في مجلات التمثيل والالعاب الرياضية... .بينما ينزع القليل الى إدمان قراءة الكتب الدينية, أو الروايات العاطفية وقصص المغامرات ...
- تقصير الأباء والأولياء في توفير الأجواء الإجتماعية الهادفة لترسيخ أسس التنشئة الثقافية وبالتالي تربية الابناء على حب المطالعة ذلك ان كثيرا من الأسر تعيش شظف العيش وترزح في اغلال الجهل والامية وبخاصة في العالم القروي مما يجعلها تصارع متطلبات الحياة اليومية في تلبية الحاجيات الأولية من اكل وشرب وملبس. وحتى الأسر شبه الميسورة قد تلجأ الى توفير التلفازوالبرابول والحاسوب والهواتف الخلوية من دون أن تعيرأي اهتمام لاقتناء الكتب أو البرامج الإلكترونية الثتقيفية وحتى ان وفرتها لا تجتهد في ممارسة سلطتها التوجيهية المفترضة على أبنائها فكثير من الاطفال والمراهقين يهدرون حيزا كبيرا من أوقات فراغهم في الالعاب الالكترونية المسلية أومشاهدة أفلام العنف و الجنس أو المحادثة عبر المواقع التي توفرها الشبكة العنكبوتية أو تبادل الرسائل الالكترونية الفارغة...من دون رقيب ولا حسيب الشيء الذي يعمق اغتراب هذه الشريحة من الشباب عن واقعهم ويكسبهم عادات وتنشئة ثقافية هجينة تتلف هويتهم ومقومات شخصيتهم الاصلية.......
ان هذا الواقع البئيس الذي يعيشه التلميذ بعامة تحت اكراهات ذاتية و موضوعية يعكس بؤس القراءة في أوساط التلاميذ و ينذر بكارثة الجهل المركب على مختلف الاصعدة الثقافية:علميا و اعلاميا و حضــــــــــــــــاريا
يحــــي صــــرابو : مؤطر المكتبات المدرسية نيابة فجيج ببوعرفة
 وجدة سيتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق